الكريبتو في مواجهة الطقس: الأحوال الجوية تؤثر في معدل التنقيب العالمي

بينما تعاني جميع أنحاء أوروبا من موجات الحرّ، فإن الفيضانات تعيث فساداً في أجزاء من الصين. ففي الوقت الذي لا تعتبر فيه العملة الرقمية سلعة مادية يمكن لمسها، فإنها تتأثر بشدة بالطقس، فقد تمكنت الأحوال الجوية من خفض معدّل التشفير المجزّأ (hashrate) عالميّاً، أيّ قوة الحوسبة لشبكة البتكوين، مما يبين مدى أهمية المنقبين الصينيين في الصناعة بأكملها.

تعرضت مقاطعة سيشوان الواقعة جنوب غرب الصين مؤخراً لفيضانات غزيرة مما تسبب في تشريد آلاف الناس وتدمير آلاف الدونمات من المحاصيل. ولم تنجو مشاريع خوادم (مزارع) التنقيب عن العملات الرقمية في المنطقة من الإصابة بأذى: على الرغم من أن مالكيها حاولوا إنقاذ ما يمكنهم، إلّا أن صور الخوادم التي تأثرت بالفيضانات انتشرت على وسائل الإعلام.

وقال ماكس كورتراكول، مؤسس وكبير التنفيذيين لمنصة التداول الاجتماعي Carboneum، لصحيفة فاينانشيال تايمز: “إن صور الفيضانات في سيشوان مثيرة للقلق وتعطي انطباعاً بأن قوة الحوسبة للبتكوين قد تزعزعت بشكل كبير”.

يعدّ هذا الأمر صعب التخيّل، حيث يشكل المنقبون الصينيون حوالي 50٪ إلى 70٪ من إنتاج بتكوين في العالم. ويقدر محلّلون في معهد Morgan Stanley أن فيضانات سيشوان قد تؤثر على ما يقارب 8٪ – 10٪ من نشاط التنقيب العالمي عن البتكوين.

يقول آرون ماكدونالد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Centrality، وهي متجر تطبيقات، أن تراجع نسبة التشفير المجزّأ يعود إلى الفيضانات، وموجة الحرّ الأوروبية، والانخفاض في أسعار العملات الرقمية حسبما أفادت فاينانشيال تايمز. إلّا أن ليو ويس رئيس مؤسسة البتكوين في هونغ كونغ، أفاد أن افتراض الهبوط بنسبة 30٪ في معدل التشفير المجزّأ بسبب الفيضانات هو أمر مبالغ فيه، حتى أن بعض المحللين يعتقدون أن معدل التشفير المجزّأ لا علاقة له بالفيضانات في سيشوان، بغض النظر عن حجم مجتمع التنقيب.

في الماضي، تم تشجيع الحكومات المحلية في الصين على إبعاد المنقبين عن البتكوين عن هذا المجال، ولكن هذه الصناعة أثبتت أنها ما تزال صامدة.