كوينشيرز (CoinShares) تقلل من المخاوف بشأن تعرض شركة تيثر (Tether) للانهيار بعد تحذير آرثر هايز (Arthur Hayes)
استبعد جيمس باترفيل (James Butterfill) -رئيس قسم الأبحاث لدى CoinShares- المخاوف المتعلقة بتعثر شركة تيثر (Tether) في أعقاب تحذيرات آرثر هايز (Arthur Hayes) -مؤسس منصة BitMEX- وادعائه أن تراجع قيمة عملة بيتكوين (Bitcoin) والذهب بنسبة 30% قد يُضعف كثيراً قيمة الأصول الموازية التي تحتفظ بها جهة إصدار العملة المستقرة.
فقد أكد باترفيل في تحديث تقرير السوق بتاريخ 5 كانون الأول/ديسمبر على أن شركة تيثر (Tether) تحتفظ باحتياطياتٍ موازيةٍ بقيمةٍ تفوق 181 مليار دولار مقابل التزاماتٍ بقيمةٍ تقارب 174.45 مليار دولار، ما يجعلها تتمتع بفائض يقارب 6.78 مليار دولار.
يأتي تفنيد هذه المخاوف بينما تشهد أسواق الكريبتو اضطراباتٍ بسبب تقلبات السندات الحكومية اليابانية وضعف بيانات التوظيف الأمريكية التي أظهرت تراجعاً قدره 32,000 وظيفة مقارنة بتوقعاتٍ تفوق 10,000 وظيفةٍ بقليل.
يُذكر أن هايز أشعل نقاشاً حاداً في 30 تشرين الثاني/نوفمبر عندما جادل بأن شركة تيثر “تخاطر باستثماراتٍ ضخمة مرتبطةٍ بمعدلات الفائدة“ تعرّضها للمخاطر إذا خفض الفيدرالي معدلات الفائدة، إضافةً إلى المخاطر الاستثمارية المرتبطة باستثمارها البالغ 22.8 مليار دولار في الذهب وعملة بيتكوين (Bitcoin) إذا ما تعرَّضتا لتقلبات.
الرئيس التنفيذي لشركة تيثر (Tether) يرد على ادعاءات مخاطر الانهيار ببيانات مالية
سارع الرئيس التنفيذي لشركة تيثر (Tether) باولو أردوينو (Paolo Ardoino) إلى تفنيد تقييم هايز من خلال إفصاحاتٍ مفصلةٍ تُظهر بلوغ إجمالي أصول مجموعة تيثر (Tether) الموازية حوالي 215 مليار دولار.
وأوضحَ الرئيس التنفيذي أن الشركة تحتفظ بفائض تقارب قيمته 7 مليار دولار من سندات الخزانة يفيض عن الاحتياطيات الموازية لمَعروض عملتها المستقرة تيثر (Tether-USDT)، بالإضافة إلى 23 مليار دولار أخرى من الأرباح المُحتجزة كجزء من سندات الخزانة التي بحوزة شركة تيثر.
يُذكر أن أرصدة عملة بيتكوين (Bitcoin) واحتياطيات الذهب تشكل 12.6% فقط من إجمالي الاحتياطيات، في حين تحتفظ الشركة بأكثر من 70% من احتياطياتها في سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل.
وصرَّح أردوينو قائلاً: “مؤسسة ستاندرد آند بورز (S&P) ارتكبت ذات الخطأ بعدم احتساب سندات الخزانة الإضافية أو فوائدها الأساسية الشهرية البالغة التي تولد نحو 500 مليون دولار وحدها”، مُشيراً إلى أن النقاد “إما ضعفاء في المسائل الحسابية أو لديهم دوافع لدعم منافسينا”.
تاريخياً، حققت الشركة ربحية هذا العام بقيمة تجاوزت 10 مليار دولار من فوائد أصول الاحتياطيات الموازية، ما يجعلها إحدى أعلى أكثر الشركات كفاءةً في توليد المكاسب النقدية بوجود 150 موظفاً لديها فقط.
يُشار إلى أن دفاعه جاء بعد خفض S&P Globalتصنيف مدى استقرار ارتباط سعر عملة تيثر (Tether-USDT) بقيمة الدولار الأمريكي من 4 إلى 5 في 26 تشرين الثاني/نوفمبر، مشيرةً إلى زيادة في تعرّض الشركة لأصولٍ “عالية المخاطر” واستمرار وجود “ثغراتٍ في الإفصاح”.
وردَّ أردوينو بتحدٍ قائلاً: “نرتدي ثوب كراهيتكم بفخر”، مؤكداً أن شركة تيثر هي “أولى الشركات المتمتعة بفائض على أصولها الموازية وأقواها ملاءةً مالية في القطاع المالي، دون أي احتياطياتٍ عالية الخطورة”.
ويتضمّن تراجع التصنيف توابع قوية بموجب قانون أسواق الأصول الرقمية للاتحاد الأوروبي (MiCA)، والذي يحظر تداول عملة تيثر (Tether) عبر منصات تداول الاتحاد الأوروبي في حال بلغ تصنيفها 5، ما قد يؤدي إلى تدوير السيولة المؤسساتية باتجاه شركاتٍ منافسةٍ مثل شركة سيركل (Circle) جهة إصدار عملة يو إس دي سي (USD Coin-USDC).
خبراء القطاع يتحدون تحليل هايز الأساسي
أشار جوزيف أيوب (Joseph Ayoub) -الرئيس السابق لأبحاث الأصول الرقمية لدى مجموعة سيتي (Citi)- إلى أن هايز أغفل فروقاً جوهرية بين الاحتياطيات المعلنة لشركة تيثر وإجمالي ممتلكاتها المؤسسية.
وأوضحَ المحلل أن الشركة تحتفظ بميزانيةٍ عموميةٍ منفصلةٍ للأوراق المالية تشمل أنشطة التعدين والاحتياطيات الموازية، والتي لا يتم الإفصاح عنها علناً بموجب “فلسفة المطابقة“التي تعتمدها الشركة للإفصاح عن هذه الاحتياطيات.
واستطرَد أيوب قائلاً: “لا توشك شركة تيثر (Tether) على الانهيار، بل على العكس تماماً؛ فبحوزتها آلة لطباعة الأموال”، مشيراً إلى احتفاظها بنحو 120 مليار دولار في سندات الخزانة المُدرّة للعوائد، والتي تدر مكاسبَ بنسبةٍ تقارب 4% منذ عام 2023.
يُشار إلى أن البنوك تعمل على احتياطياتٍ جزئيةٍ سائلةٍ منخفضةٍ بشكلٍ ملحوظ بنسب تتراوح بين 5% و15% مقارنةً بهيكلية الضمانات الفائضة لشركة تيثر، فيما تستفيد المؤسسات التقليدية من دعم البنك المركزي كملاذ أخير للإقراض، وهو ما تفتقر إليه الشركة.
من جانبه، وصف هانتر هورسلي (Hunter Horsley) -الرئيس التنفيذي لشركة بيتوايز إنفيست (Bitwise Invest)- هيكلية احتياطيات شركة تيثر بأنها “أفضل مقارنة باحتياطيات البنوك الجزئية”، بينما رفض كي يونغ جو (Ki Young Ju) -الرئيس التنفيذي لشركة كريبتو كوانت (CryptoQuant)- تحذير هايز مُعتبراً أنه نابع عن مصالح إدارة مراكز التداول الخاصة به ولا يستند إلى دواعٍ موضوعية.
كذلك، قدّمت إيزابيلا كامينسكا (Izabella Kaminska) -المُحرّرة السابقة لدى موقع FT Alphaville- تحليلاً هيكلياً أعمق، أوضحت فيه أن قوة طبقة أصول الخزانة الموازية ونموذج الربحية المحتجزة لدى شركة تيثر يُوفران “هيكلية رأسمالية تشبه إلى حدٍّ كبير النموذج المصرفي الذي تدعو إليه الباحثة الأكاديمية أنات أدماتي (Anat Admati)، وهي طبقات أصولٍ موازية أقوى من السندات، وذات مخاطرَ ماليةٍ أقل كثيراً، مع آجال استحقاق متباينةٍ إلى الحد الأدنى.“
كما أشارت كامينسكا إلى أنه إذا أثبتت قاعدة مُودعي شركة تيثر استعدادَها لاسترجاع أموالها مباشرةً باستخدام احتياطيات الذهب خلال موجات الضغوط، فإنّ المعدن النفيس يصبح “الأصل الطبيعي لتوفير موارد التمويل في حالات الطوارئ نتيجة المخاطر غير المعلنة أو الضبابية بالنسبة للشركة، وكبديلٍ للأصول الملموسة التي توفر دعماً مثيلاً لما يقدمه البنك المركزي للبنوك كجهةٍ إقراض في نهاية المطاف”.
جدير بالذكر أنّ قنوات عمليات الاسترجاع الدولية للأرصدة تعمل دون الاعتماد على أطر تنظيميةٍ متزامنةٍ، ويأتي هذا الجدل في الوقت الذي تتوسّع فيه شركة تيثر (Tether) إلى ما بعد إصدار العملات المستقرة وتقتحم أنشطة الإقراض المرتبطة بتداول السلع، إذ وفرت ضماناتٍ للاقتراض بقيمةٍ تقارب 1.5 مليار دولار عبر أسواق النفط والقطن والقمح والمنتجات الزراعية.
أخيراً، يُظهر تقرير إثبات الاحتياطيات المُوازية للشركة عن الربع الثالث زيادة معروض عملة تيثر (Tether) بأكثر من 17 مليار دولار خلاله، ما رفع معروضها المتداول في نهايته إلى أكثرَ من 174 مليار عملة تيثر (Tether)، كما أظهرت بيانات تشرين الأول/أكتوبر تجاوز مَعروضها المتداول 183 مليار عملة USDT.